الجمعة، يوليو 30، 2010

قراية (9 )

الأحد 16 أبريل، مشغل برنارد





إنها حاجةٌ إلى أنْ أعترف بجدوى أنْ نصف العزلة بأشياء سبق وأن تعرّفنا عليها من قبل. يدي ويدك مثلاً. وهنا أريد أن أقول إنها يدي حين أشعر بها وقد فُرِّغَت من الإشارة التي تدّخرها لأجلك، ويدكِ حين تشيرين إليَّ بينما تقصدين أشياء مختلفة.
تذكّرتُ أنكِ تدقّقين كثيرًا على عبارات تبدو ملتبسة حين أقولها على عجلٍ وكأنني أتخلّص منها. في المرة الأولى قلت وأنت تستعيدين كلامي: هل هناك شراسات دافئة؟. ثم استدركت سريعًا وأنتِ تضحكين: لا بأس لأنني أميل إلى البطش أحياناً.
وفي المرّة الثانية، كان قد مرّ وقتٌ طويلٌ على يدي التي فُرِّغَت من إشارتها، وبدأتُ أميل إلى فكرة التخلّص منها. هذا ما جرّبتُ بجديةٍ أن أفعله طوالَ الأيام اللاحقة على حديثنا الأخير، كنتُ أتركُ يدي على الطاولةِ لساعات، وعندما أهمّ بالمغادرة، أكتشفُ أنها مازالت محايدةً وباردةً وكأنها تلتصق بجسمي دون إرادتي، وأحيانًا تمتدّ بغتة في باصٍ مزدحم، أو تتسلّل إلى كتابٍ ما، بينما أقصدُ كتابًـا آخر، ومرّاتٍ أكون قد انتظرتُ لنصفِ ساعة، قبل أن يصلَ دوري لتسديد قيمة ما ابتعت، لأكتشف أنها أفرغت جيوبي من آخر قطعة معدنية.
إنه انتقامُ اليد.
انتقام اليد الذي ذكّرني بفصل انتقام الصورة لعبد الفتاح كيليطو. الصورةُ أيضًا تنتقم، كلنا ندرك ذلك. أما أنتِ فتعرفين أن الصورة تنتقم حين نُفرِّغها من حاجتها إلينا، تمامًا كما نُفرّغ الإشارةَ من حاجتنا إليها.