الاثنين، أغسطس 09، 2010

جريمة كاملة

السائق، الذي بدا وكأنه لم يمضغ لبانا من قبل، مازال يقلّبه بلسانه وكأنه يتلذّذ بتعذيبه.

باغته وخرج من زاوية فمه مضرّسا تماما ،فأخمده في فمه بسرعة، أنه يوشك على ارتكاب جريمة كاملة لا يمكن أن نستدلّ على دوافعها.
ينزلق ثانية ويتسلّل من بين القواطع ..
فيعيده بتوتّر إلى الداخل.
حركة فكّه الأسفل البطيئة دفعت اللبان إلى أضراسه الخلفية، فالتصق في سقف فمه، ربما كمحاولة أخيرة للنجاة.
تجاعيد السائق تتنفّس بحرارة، وحتى تلك التي كان يجب أن تظهر بعد سنوات، حفرت أخاديد عميقة في وجهه وجبهته..
لم ينتبه إلى أنه تجاوز موقفا إلا بعد أن بدأ الراكب يطرق على النافذة متذمرا، أوقف الباص ، أطرق لبرهة ، ثم حاول أن يبتسم وهو يقول للراكب : لم تكن غلطتك
وليست غلطتي أيضا..
وبصق اللبان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق