الاثنين، أغسطس 09، 2010

سبعة عشر سببا لواقعة سقوط بيت (السيدة نيلمان)

1ـ كان ذلك بسبب شجيرة توتياء تتوحّد في زاوية بعيدة.
2ـ يبدو عليه وكأنه يحصي أشجاره ويتتبّع علل النبات ومسالكه.
3ـ لم يعرف كيف تمكّنت التوتياءة من القفز بساقها الوحيدة إلى تلك الزاوية.
4ـ أراد أن يهتف بها ، فسقطت درفة بابه الخارجي .
5ـ وعندما حدّق بغضب ، فقد نافذتين.
6ـ بعد أيام بدأت سلالمه تمارس ألعابا غامضة ، كانت تتسلّق على بعضها وتغادر نفسها لتنتشر في غرفه المظلمة وممراته.
7ـ ذات يوم أحصت السلالم نفسها بصوت أجش من فرط الأقدام التي تعاقبت عليها ، فألتفت البيت ناحية الصوت فزعا ، وأنكسر عنق مدفأته .
8ـ صنعت السلالم أنفاقا وصارت تتجوّل عميقا في غيابه.
9ـ أبوابه ذاتها تخلّصت من المفاتيح بعد أن أدّعت أنها تفقأ عين الأقفال بلا رحمة.
10 ـ وهكذا غادرت درفاتها وصارت تتنزّه في الحديقة بلا ذاكرة .
11ـ جداران في الصالة تحدّثا بجديّة بالغة عن فوائد الاستلقاء بعد أجيال من الوقوف.
12 ـ سمعهما السقف ، ولم يحتج إلى وقت طويل ليفعل العكس.
13ـ شعر بقبيلة من الغرباء تدبّ في أحشائه، وتتخلّص من ذكرياته واحدة بعد أخرى، تتعقّب جميع الوجوه التي مرّت عليه وتمحوها بلا رأفة ولا شفقة.
14ـ تركت بدنه ممزقا، وروحه مفترسة.
15ـ دخلت الأبواب في نسيانها ، وسقط السلّم على نفسه
16ـ أراد أن يتنفّس، فتبدّدت الأرائك والأسرّة، وتبادلت الخزانات مواقعها وعبرت الطاولة نحو غيابها.
17ـ زفر هواءً غليظا، ثمّ تمدّد ،تمدّد هادئا حتى لامس التوتياءةالتي مازالت تتوحّد في زاويتها.